شهد سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة صباح أمس، على مسرح الجامعة القاسمية، حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية، في دورتها ال 20، الذي يقام بتنظيم من مؤسسة القرآن الكريم والسنة.
واستهل الحفل بعزف السلام الوطني للدولة، وتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، عقبها كلمة رئيس مجلس إدارة مؤسسة القرآن الكريم والسنة، سلطان مطر بن دلموك، حيث قال: «نرحّب بكم أجمل ترحيب في هذا اليوم المبارك، ويسرنا بهذه المناسبة الكريمة أن نكرّم ثلة من أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا من حفظة كتاب الله تعالى والحديث الشريف، بمناسبة فوزهم في مسابقتي القرآن الكريم والسنة النبوية، في دورتها العشرين، التي تنظمها مؤسسة القرآن الكريم والسنة بالشارقة، والتي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بارك الله في سعيه ومسعاه، وحرصه على الاهتمام بكتاب الله تعالى وبأبنائه وبناته، ودعمه الكبير لمؤسسة القرآن الكريم والسنة بالشارقة، وبمساندة دائمة ومشكورة من سموَّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وبجهود متواصلة من فرق العمل والتنظيم والإعداد والمتابعة والتحكيم، إلى جانب الجهود الخيرة من الرعاة والداعمين، ونخص هنا جمعية الشارقة التعاونية؛ الشريك الاستراتيجي والراعي الحصري لهذه الجائزة، فكل الشكر والتقدير إلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية».
وأضاف:«أكرمنا الله تعالى بكتابه العظيم الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون كتاب هداية ورحمة للعالمين، فيه الطمأنينة والأمن، والأمان، وسعادة البشرية جمعاء، وهو معين لا ينضب في ترسيخ وتعزيز الوسطية ومحاربة الغلو والتطرف.
وإننا في هذه الدولة المباركة وما توليه حكومتنا الرشيدة وقادتها الأوفياء من بذل وعطاء وعناية بكتاب الله تعالى، تعليماً وحفظاً وتجويداً، وتخصيص مسابقات قرآنية سنوية، أوجد روح التنافس بين الدارسين والحفظة والحافظات، وشغل أوقاتهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم».
وحول دور المؤسسة ومسيرتها، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة القرآن الكريم والسنة: «إن المُتتبع لمسيرة المؤسسة خلال السنوات الماضية، يلاحظ أن أعداد الدارسين في تزايد بفضل لله تعالى أولاً، ومن ثم دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، للمؤسسة مادياً ومعنوياً، ومتابعته وتوجيهاته السديدة، حيث تجاوز عدد حلقات المؤسسة مع المراكز الخاصة، أكثر من ألف حلقة وعدد الدارسين أكثر من ثلاثة وعشرين ألف دارس ودارسة، من جميع الفئات العمرية، إضافة إلى دور المؤسسة في رعاية وتنظيم المسابقات القرآنية السنوية كهذه الجائزة الكبيرة، التي نحتفل بها اليوم، وجائزة المنطقة الوسطى للقرآن الكريم، وجائزة المنطقة الشرقية للقرآن الكريم، وجائزة الفلي القرآنية، وجائزة المنشآت العقابية والإصلاحية بالشارقة، وجائزة الماهر بالقرآن لأجمل تلاوة قرآنية، وهي خاصة بأبنائنا الطلاب المواطنين، بالتنسيق مع إذاعة الشارقة، وتصل قيمة هذه الجوائز إلى أكثر من مليوني درهم.
والعام المنصرم اعتمد مجلس الإدارة جائزة خاصة للحاصلين على شهادة حافظ من المؤسسة، وهي خاصة بالمنتسبين للحلقات القرآنية التابعة للمؤسسة، وقد تم تكريم سبعة وخمسين حافظاً وحافظة لكتاب الله تعالى، ويجري العمل إن شاء الله تعالى، على تكريم مئة وسبعة وخمسين حافظاً وحافظة ممن اجتازوا الاختبار من قبل لجنة معتمدة من المشايخ الأفاضل.
وأوضح سلطان مطر بن دلموك، أن الجائزة من الجوائز المهمّة التي يتنافس عليها الحافظون لكتاب الله تعالى من جميع إمارات الدولة، وهي مقسّمة إلى قسمين القسم؛ الأول على مستوى الدولة وفيه ستة أفرع للقرآن الكريم، وأربعة أفرع للسنة النبوية، وتخصيص فروع في مسابقة القرآن الكريم لإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين كانت لهم مشاركة ومنافسة طيبة في هذا المجال.
وأما المستوى المحلي ففيه ثلاثة أفرع للقرآن الكريم، وهو خاص بالأم الحافظة، إضافة إلى فرع القرآن الكريم كاملاً، وهو مخصص لأئمة مساجد الإمارة والمحفظين بالمؤسسة. ولإثراء روح المنافسة الشريفة بين الحلقات القرآنية بالإمارة والمراكز الخاصة، خصص مجلس الإدارة جوائز ماليةً لأفضل ثماني حلقات قرآنية، وكذلك أفضل مركز للذكور، وأفضل مركز للإناث، من المراكز الخاصة التي تشرف عليها المؤسسة.
وشارك في هذه الدورة من مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية 1116 متسابقاً ومتسابقة، وتأهل إلى التصفيات النهائية 323 من الذكور والإناث، وقد فاز منهم 132 متسابقاً ومتسابقة».
واختتم رئيس مجلس إدارة مؤسسة القرآن الكريم والسنة، كلمته بتقديم الشكر الجزيل لسمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، على حضوره ودعمه الدائم لفعاليات ومبادرات المؤسسة، وتفضله بتكريم الفائزين في هذه الدورة.
وألقى الدكتور سالم الدوبي، رئيس لجنة تحكيم القرآن الكريم كلمة قال فيها: «من أسعد اللحظات أن نجتمع على الاحتفاء بأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، إنه كتاب الله جل وعلا، وكلام الله العظيم، وصراطه المستقيم، ناط الله به كل سعادة، إنه حجة الرسول الدامغة، ومنها الحكمة والهداية.
عامنا هذا عام الخير وأعظم الخير في القرآن تعلماً وتعليماً، وإن من النعم العظيمة ما نشاهده من انتشار حلقات التحفيظ، ودعم متواصل من ولاة الأمر، فها هي المساجد والمراكز وحلق التحفيظ تصدح بالقرآن، وكان من ثمرات هذه الحلق التنافس الشريف فيما بينهم في هذه المسابقة، فهنيئاً لهم على حفظهم لكلام الله وآياته، وبشرى لهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وأضاف: «كما أن القرآن حبل النجاة، فكذلك السنة النبوية، فهي ذات منزلة عظيمة في التشريع؛ لكونها تتضمن بيان وشرح ما ورد في القرآن وتظهر المراد منه، فهي تبين مجمل القرآن، وتخصص العام وتقيّد المطلق، إلى غير ذلك قال عز وجل: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم». وأضاف: «وراء كل عمل عظيم رجل عظيم، يستلهم منه العاملون الحماس والتفاني، وربّان هذه المسيرة التي نحتفل بها اليوم، هو راعي هذه الجائزة والمؤسسة المباركة، صاحب السمو حاكم الشارقة».
بعد ذلك دُعي سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، يرافقه سلطان مطر بن دلموك، للتفضل بتتويج الفائزين، حيث قدّم سموه الدروع وشهادات التقدير للفائزين في كل من مسابقة القرآن الكريم «فرع القرآن الكريم كاملاً، وفرع 20 جزءاً، وفرع 10 أجزاء، وفرع 5 أجزاء، وفرع جزأين، وفرع ذوي الاحتياجات الخاصة، وفرع الأئمة والمحفظين»، ومسابقة السنة النبوية، كتاب عمدة الأحكام كاملا، وكتاب عمدة الأحكام 165 حديثاً، وكتاب الأدب من بلوغ المرام 105 أحاديث، وكتاب تنبيه الأنام بشرح 50 حديثاً من قواعد الإسلام».
كما تم خلال الحفل تكريم أفضل مركز قرآني خاص، وكانت الجائزة من نصيب «مركز الخلفاء الراشدين»، وأعضاء لجان تحكيم مسابقات القرآن الكريم، والسنة النبوية، والمتون التجويدية.
وقدّم سمو نائب حاكم الشارقة، الدروع التذكارية لكل من الجهات والشخصيات الراعية والداعمة، لمؤسسة القرآن الكريم والسنة وللجائزة. كما تلقّى سمو نائب حاكم الشارقة إهداء تذكارياً من مؤسسة القرآن الكريم والسنة، تقديراً لتفضّل سموه بتكريم الفائزين في هذه الدورة. وحرص سموه على التقاط الصور التذكارية مع الفائزين والمكرمين.
وشهد الحفلَ كل من الشيخ محمد بن حميد القاسمي، مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والمهندس خليفة مصبح الطنيجي، رئيس دائرة الإسكان، وعبد العزيز القريدي الشامسي، مدير عام دائرة التسجيل العقاري، وعبد الله بن خادم، المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، وعدد من أصحاب الفضيلة، وحفظة القرآن الكريم، ومنتسبي وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة القرآن الكريم والسنة، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
المصدر: الخليج